الإعجاز النبوي في تحريم لحم الجوارح
الكاتب: م./ عبد الدائم الكحيل
لقد أثبت علم التغذية الحديث أن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها بسبب احتواء لحومها على سميات معينة تسري في دماء الإنسان إلى الدماغ وتؤثر على سلوكهم.
فالحيوان المفترس عندما يرى الفريسة يفرز جسمه هرمونات خاصة تساعده على القتال والجري بسرعة لاصطياد هذه الفريسة. لذلك نجد أن الشعوب والقبائل التي تأكل من لحم الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة تكتسب بعض صفاتها بسبب انتقال هذا الهرمون لجسدها أثناء الطعام.
فتجد أن هذه القبائل شرسة في تعاملها ولديها نزعة عدوانية ويميل للعنف والرغبة في سفك الدماء، حتى إننا نجد بعض هذه القبائل تأكل لحوم البشر. كما انتهت بعض الدراسات والبحوث إلى ظاهرة أخرى عند هذه القبائل وهي إصابتها بنوع من الفوضى الجنسية وانعدام الغيرة على الجنس الآخر.
وهذه الحالة تشبه الحالة السائدة في مجتمع الحيوانات المفترسة، حيث أن الذكر يهجم على الذكر الآخر من القطيع ليقتله ويحظى بإناثه إلى أن يأتي ذكر آخر أكثر شباباً وقوة فيقتل الذكر السابق وهكذا.
إن الإسلام قد حرم أكل لحم الخنزير، وقد لوحظ انعدام الغيرة بين الأوربيين بسبب أكلهم لحم الخنزير بكميات كبيرة، وظهور حالات الشذوذ الجنسي مثل تبادل الزوجات والزواج الجماعي.
إن الخنزير يميل بشدة إلى أكل الميتة والجيفة التي يجدها في طريقه، لذلك نجد لحم الخنزير يحتوي على طفيليات وديدان وميكروبات فضلاً عن زيادة نسبة حامض البوليك في لحمه والتي تنتقل إلى من يأكل لحم الخنزير فيصاب بكثير من الأمراض.
لذلك نجد النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم قد حرم هذه الأشياء منذ أربعة عشر قرناً، وجاءت الأبحاث العلمية الحديثة لتكشف صدق هذا النبي الأمي والحكمة في تحريمه.
وصدق البارئ سبحانه وتعالى عندما قال في حقّ حبيبه صلّى الله عليه وسلم: (يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) [الأعراف: 157].
==========