محبة الله مُـؤسـسـة آلمنتدى »
عَددُ المُساهماتِ : 3433 نٌـقـًـاط : 108445 السٌّمعَة : 300 تـًاريخٌ التِسجيلِ : 21/12/2010 العٌـمـر : 28
| موضوع: الإسراء والمعراج معجزة نبي الإسلام السبت ديسمبر 25, 2010 6:44 am | |
| الإسراء والمعراج معجزة نبي الإسلام
قال الله تعالى في كتابه المجيد: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}. الإسراء والمعراج من مظاهر قدرة الله في تكريم النبي (صلى الله عليه وآله).
في هذا اليوم - السابع والعشرين من شهر رجب - نلتقي، من خلال بعض الروايات، بذكرى الإسراء والمعراج، كما أننا نلتقي، حسب روايات الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام)، بذكرى المبعث النبوي الشريف.
الإسراء المعجزة:
وعندما نقف أمام ذكرى الإسراء، فإننا نستوحي من ذلك قدرة الله والمعجزة التي حصلت للنبي (صلى الله عليه وآله)، حيث أسرى الله تعالى به من مكة إلى بيت المقدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، في ساعة واحدة أو أقل من الساعة، مما لا يمكن اجتيازه في ذلك الوقت إلاّ بأيام كثيرة، وكان ذلك الإسراء مظهراً لقدرة الله تعالى الله، وكرامة منه لنبيه (صلى الله عليه وآله)، إذ أراد له تعالى في هذا الإسراء، أن ينفتح على آياته في الأرض، وعلى كل النبوات والرسالات، حيث جاء في السيرة، بأن الله جمع له الأنبياء وصلّى بهم في بيت المقدس، ومن ذلك انطلقت قداسة بيت المقدس إسلامياً، كما انطلقت في خط الرسالات. وقد أراد الله تعالى للمسجدين الحرام والأقصى الذين انطلقا من موقع النبوة، أن يتواصلا في خط كل الرسالات، وأن يتعاونا في رعاية الرسالة والانفتاح على الله، و أن يعيش فيهما المؤمنون الدعاة إليه والعاملون في سبيله، لا الذين يعادون الله ورسوله والناس كافة ويقتلون النبيين بغير حق.
وأراد الله لرسوله، كما جاء في كتب السيرة، في روايات السنّة والشيعة، أن يصعد به إلى السماء صعوداً حسّياً لا صعوداً روحياً، ليطّلع على السماء وما فيها.
الاستجابة لله وللرسول:
إننا عندما نقف في ذكرى الإسراء والمعراج، وهما مظهران لقدرة الله وكرامة رسوله (صلى الله عليه وآله)، علينا أن ننفتح على الله تعالى في ما أكرم به رسوله، وننفتح عليه في مظهر القدرة الغيبية التي توحي لنا بأن نؤمن بالغيب، لأن الله تعالى هو المهيمن على الغيب كما هو المهيمن على الشهود.
وعندما تلتقي ذكرى الإسراء والمعراج، وهما منطلقان من قلب النبوّة، مع ذكرى النبوة في يوم المبعث، فإن ذلك يحمّلنا مسؤولية أن نعمل على أساس الاستجابة لله وللرسول إذا دعانا إلى ما يحيينا، ولنكون العاملين بالإسلام في كل حكم شرعي، بحيث إذا دعينا إلى حكم الله ورسوله، أن لا نعرض عنه لنتحرك خط الطاغوت. كما علينا أن نربي أولادنا على الإسلام، وأن نعيش همه تماماً كإبراهيم (عليه السلام)، الذي كان يدعو الله تعالى: {واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام}، {ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي}، بحيث يفكر الإنسان بتعميق في الجانب الديني عند أهله وأولاده، كما يفكر بالجانب التعليمي والمادي لهم، ليجعلهم يعيشون عمق الإسلام وآفاقه، لأن الإنسان إذا خسر إسلامه خسر الدنيا والآخرة، والله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
الإِسراء والمعراج
بدأ النبي (صلى الله عليه وآله) رحلته الفضائية من بيت «أُمّ هانىَ» أُخت الإِمام علي (عليه السلام)( مجمع البيان:6|395؛السيرة النبوية:1|396) إلى بيت المقدس في فلسطين، والّذي يسمّى المسجد الأَقصى، وتفقّد بيت لحم مسقط رأس السيّد المسيح (عليه السلام) ومنازل الأَنبياء وآثارهم، وصلّى عند كلّ محراب ركعتين. ثمّ بدأ في القسم الثاني من رحلته، المعراج إلى السماوات العلى، فشاهد النجوم والكواكب، واطّلع على نظام العالم العلوي، وتحدّث مع أرواح الأَنبياء والملائكة، واطلع على مراكز الرحمة والعذاب ـ الجنّة والنار ـ ورأى درجات أهل الجنّة، و تعرّف على أسرار الوجود ورموز الطبيعة، ووقف على سعة الكون وآثار القدرة الإِلهية المطلقة، ثمّ واصل رحلته حتى بلغ سدرة المنتهى، فوجدها مسربلة بالعظمة المتناهية والجلال العظيم. وهنا كان قد انتهى برنامج الرحلة، فأُمر بالعودة من حيث أتى، فمرّ في طريق عودته، على بيت المقدس ثانية، ثمّ توجه نحو مكّة، مارّاً على قافلةٍ تجاريةٍ خاصّة بقريش، وبعيرٌ لهم قد ضلّ في البيداء يبحثون عنه، وشرب من مائهم، ثمّ ترجّل عن مركبته الفضائية ـ البراق ـ في بيت أُمّ هانىَ، قبل طلوع الفجر. فأخبرها بما حدث، كما كشف عنه في أندية قريش صباح نفس تلك الليلة. إلاّ أنّ قريشاً كعادتها كذّبته وأنكرته، على أساس عدم استطاعة النبي (صلى الله عليه وآله) القيام بذلك في ليلة واحدة، وطلبوا منه أن يصف بيت المقدس، فوصفه النبي (صلى الله عليه وآله) وصفاً شاملاً، مع ما شاهده في الطريق، وخاصة عير قريش، التي أكد لهم بأنّها الآن في موقع التنعيم، فلم تمض لحظات حتى طلعت عليهم العير، فحدّثهم أبو سفيان بكلّما أخبرهم به الرسول من ضياع بعيرهم في الطريق والبحث عنه(بحار الأَنوار: 18|283و 410).
وقد اختلفت الأَقوال عن وقت حدوث الإِسراء والمعراج، فادّعى «ابن هشام و ابن إسحاق» انّه وقع في السنة العاشرة من البعثة الشريفة، وذهب الموَرّخ «البيهقي» انّه حدث في السنة الثانية عشرة منها، بينما قال آخرون إنّه وقع في أوائل البعثة، في حين أنّ فريقاً رابعاً أكد وقوعه في أواسطها.وربما يقال في الجمع بين هذه الأَقوال انّه كان لرسول اللّه معارج متعدّدة.
وهناك اعتقاد أنّ المعراج الذي فرضت فيه الصلاة وقع بعد وفاة أبي طالب (عليه السلام) في السنة 10 من البعثة. والذين تصوّروا أنّ المعراج وقع قبل هذه السنة مخطئون، لاَنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان محصوراً في شعب أبي طالب منذ عام 8 وحتى 10، فلم يكن المسلمون مستعدّين لوضع التكاليف عليهم. و أمّا سنوات ما قبل الحصار، فعلاوة على ضغوط قريش على المسلمين، والتي كانت مانعاً من فرض الصلاة عليهم، فإنّ المسلمين كانوا قلّة، ولم يكن نور الإِيمان وأُصول الإِسلام قد ترسخت بعد في قلوب ذلك العدد القليل، ولذا يستبعد أن يكونوا قد كلّفوا بأمرٍ زائدٍ مثل الصلاة في مثل تلك الظروف.
أمّا ما ورد في بعض الأَخبار والروايات، بأنّ الإِمام عليّاً (عليه السلام) صلّى مع الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل البعثة بثلاث سنوات، فليس المراد منها الصلاة المكتوبة، بل كانت عبارة عن عبادةٍ خاصةٍ غير محدّدة، أو كان المراد منها الصلوات المندوبة والعبادات غير الواجبة(يراجع في ذلك الكافي:3|482).
وأمّا بالنسبة لما قيل وذكر عن معراج النبي (صلى الله عليه وآله) جسمانياً أو روحانياً، فقد قيل فيه الكثير، بالرغم من أنّ القرآن الكريم والأَحاديث النبوية تؤَكّد أنّ ذلك حدث جسمانياً، إلاّ أنّ بعض الآراء ترى أنّذلك وقع روحانياً، أي أنّ روح النبي (صلى الله عليه وآله) طافت في تلك العوالم ثمّ عادت إلى جسده (صلى الله عليه وآله) مرّة أُخرى، وذهب آخرون إلى أنّ كلّ ذلك حدث في عالم الرؤيا، وروَيا الأَنبياء صادقة(نقل العلاّمة الطبرسي في تفسير مجمع البيان إجماع علماء الشيعة على جسمانية المعراج:6|395). وربما دلّ تكذيب قريش وانزعاجها واستنكارها لحديث الرسول (صلى الله عليه وآله) على أنّذلك حدث جسمانياً. وإذا كان المراد من المعراج الروحاني هو التفكير في عظمة الحقّ وسعة الخلق والتدبير في مخلوقات اللّه ومصنوعاته ومشاهدة جماله وجلاله، فلا شكّ أنّ ذلك ليس من خصائص رسولنا الأَكرم (صلى الله عليه وآله) بل إنّ كثيراً من الأَنبياء والأَولياء امتلكوا هذه المرتبة ، بينما أعتبره القرآن الكريمُ من خصائصه (صلى الله عليه وآله) ونوع من الامتياز الخاصّ بهم. كما أن ّحالة التفكير في عظمة الخالق والاستغراق في التوجه إليه، كانت تتكرر للرسول «صلى الله عليه وآله» في كلّ لليلة، وليس ليلة بعينها كما جرى وحدث في المعراج.
أمّا في العلم الحديث، فإنّ القوانين الطبيعية والعلمية الحالية لا تتلاءم مع معراج النبي (صلى الله عليه وآله) وذلك للأسباب التالية:
1- إنّ الابتعاد عن الأَرض يتطلب التخلّص من جاذبيتها، أي إبطال مفعولها، والنبي (صلى الله عليه وآله) كان قد خرج عن محيط الجاذبية وأصبح في حالة انعدام الوزن، فكيف تمكن أن يطوى هذه المسافات بدون الوسائل والأَدوات اللازمة، وعدم توافر الغطاء الواقي، الذي يصون الجسم من التبعثر والذوبان بفعل السرعة الهائلة؟
2- وكيف تمكن من العيش والحياة في أعالي الجو بدون وجود أوكسجين؟
3- وكيف تمكن أن يصون نفسه من الأَشعة الفضائية والأَحجار السماوية؟
4- وإذا كان الإِنسان يعيش تحت ضغط معين من الهواء لا يوجد في الطبقات العليا من الجو، فكيف حافظ على حياته هناك؟
5- لا يستطيع أيّ جسم أن يتحرّك بسرعة تفوق سرعة النور، التي هي 30 ألف كم في الثانية، فكيف استطاع النبي السير بتلك السرعة الهائلة ويرجع إلى الأَرض سالمَ الجسم؟!
والجواب على ذلك سهل ويسير، فإنّ البشر استطاع بأدواته وآلاته العلمية والتكنولوجية أن يعالج مشكلات عديدة في مجال ارتياد الفضاء، مثل مشكلة الأَشعة الفضائية وانعدام الغاز اللازم للتنفس، كما أنّ العلماء يخطّطون للعيش على سطح الكواكب كالقمر والمريخ، وبذا فإنّ العلم يؤَكّد سهولة ارتياد الفضاء وعدم استحالته، فإذا كان البشر في إمكانه أن يقوم بذلك عن طريق الأَدوات والآلات العلمية، فإنّ الأَنبياء يمكنهم فعلَها بواسطة قدرة اللّه سبحانه وتعالى وفعله. فالنبي (صلى الله عليه وآله) عرج بعناية وقدرة اللّه الذي خلق الوجود كلّه، وأقام هذا النظام البديع. فجميع العلل الطبيعية والموانع الخارجية مسخَّرة للّه تعالى وخاضعة لإِرادته، ومطيعة لأَمره. وكأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يخبر البشرية وحتى الّذين يعيشون في هذا القرن: إنّني فعلت هذا بدون أيّة وسيلة، وإنّ ربّي قد منّ عليّ وعرّفني على نظام السماوات والأَرض، وأطلعني بقدرته وعنايته على أسرار الوجود ورموز الكون.
وقال الإِمام موسى الكاظم (عليه السلام) في ذلك: «إنّ اللّه يوصَف بمكان ولا يجري عليه زمان، ولكنّه عزّ وجلّ أرادَ أن يشرف به ملائكته وسكان سماواته، ويكرمهم بمشاهدته، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقوله المشبِّهون ، سبحان اللّه تعالى عمّا يصفون»(علل الشرائع:55، البحار: 18|347، تفسير البرهان: 2|400).
| |
|
محب الخير عضو مميز
عَددُ المُساهماتِ : 1031 نٌـقـًـاط : 103397 السٌّمعَة : 224 تـًاريخٌ التِسجيلِ : 30/12/2010
| موضوع: رد: الإسراء والمعراج معجزة نبي الإسلام الأحد يناير 02, 2011 7:19 am | |
| بارك الله فيك يا محبة على الله على هذا الموضوع الجميل " الاسراء والمعراج" شكرا لك | |
|