مفهوم الجمال
(الله جميل يحب الجمال) فما هو مفهوم الجمال في ثقافتنا الإسلاميّة؟ وما هي معايير الجمال كما يطرحها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قياساً بالمعايير غير الواقعية التي يسوقها الغرب ويبثها عبر الإعلام بشكل يومي حتى غزت عقول أبناءنا وبناتنا؟ حتى صار هاجس هذا الجيل صقل الجسد واللهاث وراء الصيحات الغربية في المظهر الخارجي ومتابعة الموضة العالمية وتقليد الفنانين والفنانات والعارضات حتى ميعت هويتهم وأفسدت ذوقهم.
أن هناك أنواع عديدة للجمال ينبغي أن نعززها في شخصيات أبناءنا ونشجعهم على استحسانها لتكمل المظهر الخارجي منها:
- جمال الأخلاق وحسن التعامل مع الغير.
- جمال الثقافة واللباقة في الحديث واختيار الألفاظ المهذبة.
- جمال الصدق، حيث يترك محبة في نفوس الآخرين.
- وأيضاً جمال المظهر وأقصد هنا التأنق والتناسق والترتيب وليس بالضرورة المكياج.
ولكن المراهقين في هذه الأيام يرون الجمال بالمنظور الغربي الذي يطرحه الإعلام مثل تقليد صرعات الغرب بالشعر ولبس السلاسل الذهبية والملابس الضيقة والميوعة في المشي، وهذا تقليد أعمى يشوّه حقيقة الجمال الفطري الذي يعبّر عن الذكورة والأنوثة، لقد أصبحت الفتيات يملن إلى تقليد الرجال والرجال يتشبهون بالنساء وهذا إفساد للذوق وتشويه للجمال بمعناه السامي.
أن التأثر بهذه الصرعات سببها تفكك روابط الأسرة بحيث يفقد الابن والابنة التوجيه السليم، ولجوء الأبناء إلى الأصدقاء الذي يؤثرون فيهم بشكل كبير، طبعاً قلة الوازع الديني وانعدام الضوابط التي تحكم سلوك الأبناء وعدم وجود معايير للجمال هم الأسباب المؤثرة هنا، فيفترض بالوالدين أن يغرسا بالأبناء معايير الجمال السليمة، مثلاً تتربى البنت على أن الحياء والعفة جمال في البيئة السليمة وتكبر وهي مؤمنة بهذه القيمة رافضة كل مظاهر الجمال الخليع.