أما حلاوة الإحساس المختلفة فكلنا نتمتع منها بقسط ولكن المؤمن خلق الله
له نوعا آخر من حلاوة الأحاسيس لقد تحدث عن ذلك فى قوله ( ورضوان من الله
أكبر ) والرضوان هو تمام وكمال الرضاء ومن وصل إلى هذا الدرجة فهو صاحب
الدرجات العلا فى كل شىء وحتما سيذوق حلاوة ما بعدها حلاوة إن هذا كنز
الإيمان لا حدود له ولا نعيم بغيره .. إن خالق النعيم هو خالق الإنسان ،
وقد وضع لحلاوة الإيمان آثار وجعل قمة هذه الحلاوة الإيمانية فى حب الله
ورسوله والمبلغ الهادى لسبيله .. وما الإنسان إلا صنعته ، اصطنعه لنفسه
وخلق له كل ما فى كونه ، ودله على طريق المتعة الدائمة ، ومتى اهتدى إلى
الطريق أحب أوامره وتتذوق أحاسيسه الظاهرة والباطنة حلاوة ما بعدها حلاوة
، وهو يحقق الحب فى الله ورسوله ، وهو العمل العبادى من صلاة وصوم وحج
وزكاة وتوحيد ، عنوان على الطاعة لله ورسوله ، ويتمتع بذلك فور التطبيق
ويعيش مع حلاوة الإيمان وإن هدفا أخر من أهداف تحقيق حلاوة الإيمان هو
الحب فى الله ، وهو تمام العمل لتحرير الإنسان من الكفر والجحود والعمل فى
هذا الطريق حبا فى الله وحبا لهداية عباد الله .
وإن الهدف الثالث وهو التحصين من الردة وعدم العودة إلى الكفر كما يكره الإنسان أن يلقى فى النار .
إن حلاوة الإيمان وجود مع الله وعمل وحب فى سبيل الله وتحصين من العودة للكفر .
إن حلاوة الإيمان مجلبة للصحة الجسمية ، وأمان نفسى ومجتمع متحاب ، ونعيم روحى .
أللهم أجزل لنا من هذه الحلاوة حتى لا ينقلب منا قلب ، إلا بحبك وحب رسولك
وحب عبادك ، وأبعد بيننا وبين الكفر والشرك الخفى ما ظهر منه وما بطن ،
واجعلنا ممن قلت فيهم : ( أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )