وجه سيف الإسلام والساعدي، ابنا الزعيم الليبي الهارب معمر القذافي،
رسالتين متضاربتين، مساء الأربعاء، بشأن موقف الأسرة التي حكمت ليبيا
أربعين عاماً ولا يزال الثوار يطاردونها وحلفاءها بعد تحرير العاصمة،
ويتأهبون لدخول مدينة سرت مسقط رأس القذافي.
فبينما قال سيف الإسلام إن المقاومة مستمرة، داعياً أنصاره إلى ضرب
"أهداف العدو"، أكد الساعدي أنه لن يحمل السلاح ضد أي إنسان ليبي، ومستعد
لتسليم نفسه.
وقال سيف الإسلام في حديث خاص لقناة "الرأي" التي تبث من دمشق إنه يطمئن
الشعب الليبي وإنهم موجودون، مُصراً على أن المقاومة مستمرة وأن النصر
قريب، على حد قوله.
وتحدّى سيف الإسلام الثوار الدخول إلى مدينة سرت،
وقال: "إن اقتحامها لن يكون سهلاً، لأن فيها أكثر من 20 ألف مسلح، وأن حرب
الاستنزاف ستستمر حتى يتم تطهير البلاد من "الجرذان"، بحسب تعبيره".
وأضاف: "بالنسبة للتهديدات مدينة سرت نقول لهم تفضلوا هذه مدينة سرت إن
كنتم تعتبرون الدخول فيها نزهة بحرية، سرت فيها أكثر من 20 ألف شاب مسلح
وهم جاهزون".
وقال سيف الإسلام: "أتكلم من ضواحي طرابلس"، مضيفًا "أمورنا جيدة،
المقاومة مستمرة والنصر قريب"، قبل أن يدعو أنصاره لمقاتلة المتمردين أينما
وجدوا.
وبشأن والده الزعيم الليبي قال: "أطمئنكم نحن بخير والقيادة والقائد
بخير، ومبسوطين ونشرب الشاي والقهوة وقاعدين كلنا مع أهلنا ونقاتل ونجاهد".
واعتبر أن حديث المتمردين الذين دخلوا طرابلس الأربعاء عن "الانتصار هذه كلها حملة لتضليل الرأي العام".
وتحدث سيف الإسلام عن أن عناصر الزعيم المخلوع قادمة "قريبا لتحرير
الساحة الخضراء"، في حديث عن ساحة الشهداء الواقعة في العاصمة طرابلس،
والتي كان المخلوع يسميها الساحة الخضراء ويلتقي فيها مع عدد من أنصاره.
من جانبه، أكد الساعدي، نجل العقيد معمر القذافي، في اتصال مع قناة
"العربية" أنه يتحدث بالنيابة عن والده، وأنه لا مانع من تسليم سرت سلمياً
للمجلس الانتقالي، مؤكداً أن الثوار هم إخوة ولا مشكلة لديهم إن تسلموا
السلطة في البلاد.
وتابع: "بالنسبة لي لن أحمل السلاح ضد أي إنسان ليبي، والقتال الذي يحدث
حالياً محرم وأناشد أطراف الصراع وضع السلاح جانباً، وإذا كان تسليم نفسي
سيحقن الدماء فأنا مستعد لذلك، لكن لا يوجد ضمانات فأنا لا أمثّل نفسي، ومن
أجل أن تسير الأمور بسلام يجب أن نجلس مع بعض ونتفاوض".
وأضاف: "إن الأمور لا تسير بشكل حسن، رافضاً عن الإفصاح عن مكان وجوده"،
وقال: "لابد من ترتيب هدنة من أجل حقن الدماء"، موضحاً أنه في حال لم يتم
التوصل إلى هدنة فهناك معارك كبيرة قد تشهدها البلاد، وأشار إلى أنه لم
يتدخل بهذه الأزمة منذ اندلاع الحرب
هسبريس