محبة الله
 تعدد طرق الخير 13099710
محبة الله
 تعدد طرق الخير 13099710
محبة الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  تعدد طرق الخير

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اشراقة الخير
المُـديــــرة »
المُـديــــرة »
اشراقة الخير


الجِــنْـسُ انثى
عَددُ المُساهماتِ عَددُ المُساهماتِ : 3083
نٌـقـًـاط نٌـقـًـاط : 107514
السٌّمعَة السٌّمعَة : 16
تـًاريخٌ التِسجيلِ تـًاريخٌ التِسجيلِ : 25/12/2010
العٌـمـر العٌـمـر : 28

 تعدد طرق الخير Empty
مُساهمةموضوع: تعدد طرق الخير    تعدد طرق الخير Emptyالأحد فبراير 20, 2011 7:47 am








 تعدد طرق الخير 320383  تعدد طرق الخير 320383  تعدد طرق الخير Icon  تعدد طرق الخير 320383  تعدد طرق الخير 320383
 تعدد طرق الخير 586361  تعدد طرق الخير 586361  تعدد طرق الخير 586361  تعدد طرق الخير 586361  تعدد طرق الخير 586361  تعدد طرق الخير 586361  تعدد طرق الخير 586361
 تعدد طرق الخير 27110  تعدد طرق الخير 516486  تعدد طرق الخير 27110



 تعدد طرق الخير 972345  تعدد طرق الخير 30340 تعدد طرق الخير  تعدد طرق الخير 30340  تعدد طرق الخير 972345  تعدد طرق الخير 122456 ناصر بن محمد الأحمد  تعدد طرق الخير 122456

أيها المسلمون: روى الإمام أحمد في مسنده، عن عتبةَ بنِ عبد السُّلَمي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول: "الجنة لها ثمانية أبواب، والنار لها سبعة أبواب". وفي الصحيحين، من حديث أبي حازم، عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون".

وفيهما أيضاً، من حديث الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة، يا عبد الله! هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان".

وفي صحيح مسلم، من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبالغ، أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء".

أيها المسلمون: الجنة لها ثمانية أبواب، وردت أسماء أربعة منها في الصحيحين، وهي باب الصلاة، وباب الجهاد، وباب الصدقة، وباب الريان؛ والباب الخامس هو الباب الأيمن، وهو باب المتوكلين، كما ورد في حديث الشفاعة الطويل، ومما جاء فيه: "يا محمد! أَدْخِل الجنة من أمَّتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة؛ وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب" رواه البخاري ومسلم.

والباب السادس هو باب الوالد، قال -عليه الصلاة والسلام-: "الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضِع ذلك الباب، أو احفظه". أي: هوخير الأبواب وأعلاها. رواه الترمذي وابن ماجة وهو صحيح.

والباب السابع هو بابُ لا حول ولا قوة إلا بالله، قال –صلى الله عليه وسلم- لسعد بن عبادة: "ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ قلت: بلى. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله". رواه الترمذي، وهو صحيح.

وأما الباب الثامن من أبواب الجنة فقد يكون باب الحج، كما قال ابن حجر؛ وقد يكون باب التوبة، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "للجنة ثمانية أبواب، سبعة مغلقة، وباب مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه". رواه أبو يعلى والطبراني؛ وهو ضعيف .

أيها المسلمون: من تأمل هذه الأحاديث علم أن الله رؤوف بالعباد، ومن رأفته بعباده أنه نوّع لهم طرق الخير، وعدَّد لهم سبل الوصول إلى جنته ورضوانه، فقد علم –سبحانه- أنهم ليسوا سواء، وعلم أنهم مختلفو القدرات، مختلفو الطاقات، مختلفو الهِمم، مختلفو العزائم، وكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خلق له، فلم يحصر الخير والبر في باب واحد، ليستطيع كل منهم أن يسابق في الباب الذي يستطيع.

وقد كان هذا منهج الرسول-صلى الله عليه وسلم-، فكانت إجابته لمن يسأله بحسب تنوّع الحال عند السائل، فلما سأله أحد الصحابة: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله". رواه البخاري من حديث ابن مسعود، رضي الله عنه. ولما سأله آخر، كما في الصحيحين، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور".

ومن هنا يتبين لك، أخي المسلم، خطأ الكثير من الناس حين يريدون من عباد الله أن يكونوا سواسية في الخير وطرقه، ليس هذا عدلاً، فالناس فيهم القوي، وفيهم الضعيف، ومنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، وكل منهم من أهل الوراثة للكتاب.

قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "هذه الأمة يوم القيامة أثلاث: ثلث يدخلون الجنة بغير حساب، وثلث يحاسبون حساباً يسيراً ثم يدخلون الجنة، وثلث يجيئون بذنوب عظام، فيقول الله: ما هؤلاء؟ وهو أعلم بهم، فتقول الملائكة: هم مذنبون، إلا أنهم لم يشركوا، فيقول الله: أدخلوهم في سعة رحمتي". ذكره ابن جرير في تفسيره.

أيها المسلمون: إن طرق الهداية متنوعة، رحمةً من الله بعباده، ولطفاً بهم، لتفاوت عقولهم وأذهانهم وبصائرهم؛ لقد حجّر واسعاً من قصر الخير والنجاة من النار والفوز بالجنة في باب واحد، فهو الجهاد عند بعضهم، وعند بعضهم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعند آخرين هو طلب العلم، وعند آخرين هو الزهد، وعند آخرين هو الأعمال الإغاثية، وهكذا؛ وليس الأمر كما زعموا، نعم، لكل ما ذكر فضل، وفضل الجهاد معلوم، وفضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معلوم، وفضل طلب العلم معلوم، كما هو معلوم أيضاً أن سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله، ولكن ليس كل الناس مطلوب منه ذلك كله، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن:16].

ولما أوجب بعض الناس، على كل الناس، أن يأتوا بالأمر كله، حصل التنازع والتجهيل والتضليل، والتفسيق والتبديع، بل حتى التكفير، ونِيل من بعض طلبة العلم، واتُّهِمَتْ نواياهم، وقُلل من شأنهم، وانتهكت أعراضهم، والحامل على ذلك هو الجهل بتنوع العبادات، وتفاوت الهمم، وعدم فقه الخلاف؛ فالأمر أوسع من ذلك كله، فمن يسر له في الصلاة، أو في الصيام، أو في الصدقة، فكل ذلك من أبواب الجنة، والقضية أن يدخل المرء الجنة من أي باب.

لقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن القويُّ أحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير". ففي كلٍّ منَ القويّ والضعيف من المؤمنين خيرٌ، لاشتراكهما في الإيمانِ، وقد يكون المؤمِن ضعيفاً في بدَنه، قويّاً في إيمانه وماله، وقد يكون نحيلَ الجِسم، ولكنّه قويّ الفِكر والقلَم، وإلى هذا تشير الكلمة النبويّة: "وفي كلٍّ خير".

ليس كل الناس بمستوى الصدّيق -رضي الله عنه- فيكون بإمكانه أن ينال معظم طرق الخير ويدخل من أي أبواب الجنة، كما قال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبدالله! هذا خير. فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة. ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد. ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة. ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان . قال أبو بكر الصديق: يا رسول الله! ما على أحد يدعى من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: نعم. وأرجو أن تكون منهم" رواه مسلم.
 تعدد طرق الخير 711143  تعدد طرق الخير 711143  تعدد طرق الخير 711143  تعدد طرق الخير 711143
أبوابها حقٌّ ثمانيــــَةٌ أتَتْ في النصِّ، وهي لصاحبِ الإحسانِ
بابُ الجهادِ وذاك أعلاها وبا بُ الصوم، يُدْعَى البــابُ بالرَّيَّان
ولكلِّ سَعْىٍ صالحٍ بابٌ ورَبُّ السَّـــعْــي منه داخلٌ بأمان
ولَسوف يدعى المرء من أبوابها جـَـمْـعاً إذا وافى حُلَى الإيمان
منهم أبو بكرٍ هو الصـدّيق ذا ك خليـفـة المبـعوث بالقـرآن
 تعدد طرق الخير 711143  تعدد طرق الخير 711143  تعدد طرق الخير 711143  تعدد طرق الخير 711143
ومن يتحمّل أن يكون مثل أبي بكر فيقوم بعدد من الأعمال العظيمة في يوم واحد؟ سأل النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الصحابة: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟ فقال أبو بكر: أنا. فقال: من أطعم منكم اليوم مسكيناً؟ فقال أبو بكر: أنا. فقال: من تبع منكم اليوم جنازةً؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما اجتمعت هذه الخصال قط في رجل في يوم إلا دخل الجنة.

أيها المسلمون: إن الحياة بنيت على التنوع، ومن هنا قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) [التوبة:122] وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يسافرون مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، فيفطر بعضهم، ويصوم بعضهم، فلم يعب الصائمُ على المفطر، ولم يعب المفطر على الصائم.

فليس كل الصحابة سواء في عباداتهم، ولا في جهادهم، ولا في إيمانهم؛ فأبو بكر، مثلاً، ليس مِثلَ بلال، وليس صهيب مثلَ عليّ -رضي الله عنهم أجمعين- وإن شملتهم فضيلة الصحبة.

ومن هنا قال الله تعالى: (لا يسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الفَتْحِ وقاتَلَ، أولئك أعْظَمُ دَرَجَةً مِن الَّذِينَ أنْفَقُوا مِن بَعْدُ وقَاتَلُوا، وكُلَّاً وعَد اللهُ الحُسْنَى) [الحديد:10]، وقال -جل وعلا-: (فضَّلَ اللهُ المجاهدين بأموالهم وأنفسِهم على القاعدين دَرَجَةً ، وكُلَّاً وعَد اللهُ الحُسْنَى) [النساء: 95]، فالكل موعود بالجنة، وإن تفاضلت منازلهم ودرجاتهم، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "يؤمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسنة". رواه مسلم.

وبوَّب الإمام النووي -رحمه الله تعالى- في كتابه الشهير"رياض الصالحين" فقال: باب بيان كثرة طرق الخير؛ وساق أحاديثَ كثيرةً من أشملها حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في الصحيحين، عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون، شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق؛ والحياء شعبة من الإيمان".

ثم إن رضاء الله، الذي هو أكبر من كل شيء، وأفضل ما في نعيم أهل الجنة، كما قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) [التوبة: 72]. هذا الرضوان الكبير، والفضل العظيم، يناله من فعل ما جاء في حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها" رواه مسلم .

أيها المسلمون: إنَّ المحصِّلة من هذا هي أنَّ بعض الناس يريدون من العلماء أن يكونوا مجاهدين، ويريدون من المربِّين أن يكونوا محتسبين، ويريدون من طلَبة العلم أن يكونوا زُهَّاداً، ويريدون من عامَّة الناس جميعاً أن يكونوا سواءً في القدُرات وفي الأعمال وفي الهِمَم، وهذا طلَبٌ مُحالٌ مُخالِفٌ للواقع والجِبِلَّة، فلا يُشْتَرط في المسلم أن يكون عالماً مجاهداً صائماً قائماً آمراً ناهياً عابداً زاهداً باذلاً … الخ، وإن كان هذا هو الأفضلَ، ولكنْ قد يُفتَح للمسلم بابٌ، ويُغلَقُ عليه باب آخَر، فانظُر إلى الباب الذي يُفتَح عليك، وفيه فاعْمَل، ولا تُعِب على آخَر لم يُفتَح عليه من بابك نفسه، ولكن فُتِحَ عليه من باب آخر، فلله الفضل والمنة.

قال محمد بن مصعب العابد: "لَسوط ضُربه أحمد بن حنبل في الله، أكبر من أيام بشر بن الحارث". قال الذهبي معلِّقاً: "بِشر بن الحارث عظيم القدر كأحمد، ولا ندري وزن الأعمال، إنما الله يعلم ذلك". وصدق الذهبي -رحمه الله- ففي الحديث الشريف أن الله قد غفر لبغيٍّ بسُقيا كلب، ولرجل بشوكة أماطها من طريق المسلمين.

أيها المسلمون: لا يمكن للناس جميعاً أن يكونوا صدّيقين، ولا يمكن للناس جميعاً أن يكونوا أئمة مجتهدين، وقد قسّم الله الذين أنعم عليهم أربعة أقسام، النبيون، ولا يمكن أن نكون منهم، والصديقون والشهداء والصالحون، فمن استطاع أن يكون صدّيقاً فهو أكمل، ومن استطاع أن ينال الشهادة في سبيل الله، فما أعظمها من كرامة! ومن عجز عن هاتين الخصلتين فلا ضرر عليه أن يكون من الصالحين، ومن كان من الصالحين فهو من المنعَم عليهم، ومرافق للنبيين والصديقين والشهداء، والله يختص برحمته من يشاء، والله واسع عليم.

كتب رجل إلى الإمام مالك يحضّه على الانفراد والعمل، فكتب إليه مالك: إن الله قسّم الأعمال كما قسّم الأرزاق، فرُب رجل فتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد؛ فنشْرُ العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فُتح لي فيه، وما أظنّ ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر.

ألا فليجتهد كل منا للعمل بما يُرضي الله ما استطاع، والله هو الحسيب، وليس كل الناس ابنَ حنبل ومالكاً وابنَ تيمية، بل إن الأئمة في الناس قليل، فلا تطلبوا من الناس أن يكونوا أئمة جميعاً.

قال ابن الجوزي، رحمه الله تعالى: "ما زال جماعة من المتزهِّدين يُزْرُون على كثير من العلماء إذا انبسطوا في مباحات، والذي يحملهم على هذا الجهل، فلو كان عندهم فضل علم ما عابوهم، وهذا لأن الطباع لا تتساوى، فرُب شخص يصلح على خشونة العيش، وآخر لا يصلح على ذلك، ولا يجوز لأحد أن يحمل غيره على ما يطيقه هو، إذ إن الضابط هو الشرع، فيه الرخصة وفيه العزيمة، فلا ينبغي أن يلام من حصر نفسه في ذلك الضابط، ورب رخصة كانت أفضل من عزائم لتأثير نفعها". ا.هـ.

وصَلَّى الله على الحبيب وسلم، إذ أعطى كل واحد من صحابته ما رأى أنه فُتح عليه منه، فأوصى رجلاً من الصحابة بعدم الغضب، وقال لآخرَ أعنِّي على نفسك بكثرة السجود، وقال لثالث قل آمنت بالله ثم استقم، وقال: أفْرَضُكم زيد، وأمر من أراد أن يقرأ القرآن أن يقرأ على قراءة ابن أم عبد ومعاذ وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب، وأعطى الراية علياً، وأمّر أسامة على جيش فيه كبار الصحابة، ومنهم عمر الفاروق، وقال لخالد بن الوليد، وهو سيف الله المسلول: لا تسبوا أصحابي.

فلو أدركتَ هذا، أخي المسلم، زال عنك كثير مما يعانيه بعض الناس من تثبيط الهمم، واحتقار أعمال غيرهم، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قل كُلٌّ يعمل على شاكِلَتِهِ فرَبُّكم أعلمُ بمَنْ هُو أهْدَى سَبِيلاً) [الإسراء: 84] .

 تعدد طرق الخير 625480  تعدد طرق الخير 520227 الخطبة الثانية:  تعدد طرق الخير 520227  تعدد طرق الخير 625480
 تعدد طرق الخير 25571  تعدد طرق الخير 25571  تعدد طرق الخير 25571  تعدد طرق الخير 25571
أيها المسلمون: إن المؤمن لا تتكامل شخصيته، ولا يستقيم عوده، ولا يكون قوياً ويعرف بذلك، إلا بالعمل بما علم، إن المعرفة الصحيحة الناضجة، والعلم النافع، والمبادرة في تطبيق ذلك، والعمل به، هو استنارة للقلوب، وتصحيح للمسيرة.

يقول بعض السلف: كنا نستعين على حفظ أحاديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بالعمل بها. ويقول بعض الحكماء: إذا أردت الاستفادة من النصائح المكتوبة والمسموعة، فجرِّبْها واعمل بها، فإنك إن لم تفعل، كان نصيبُك نسيانَها.

إن المعلوماتِ النظريةَ التي لم ينقلها العمل من دائرة الذهن والأفكار المجردة إلى واقع الحياة لا فائدة فيها؛ فالجندي لا تنفعه معلوماته إذا لم يمارسها في الميدان، وماذا ينفع الطبيبَ علمُه وكتبه وآلاته إذا لم يمارسها طباً وعلاجاً؟ وكذلك الشباب، ما فائدة الكم الهائل الذي يُلقى إليه من خلال الدروس والخطب والمحاضرات واللقاءات والندوات والرحلات إذا لم يحوّل هذا كله إلى حياة طيبة، ودعوة مباركة، ونشاط مستمر لا يتوقف؟.

فلا يشترط أن يكون الجميع نسخة واحدة، فبلال غير عمر، وخالد غير أبي ذر، وابن عباس غير معاوية، ومصعب غير عبدالرحمن بن عوف، كانوا مهاجرين وأنصاراً، وكان فيهم أصحاب بيعة الرضوان، فيهم الولاة والحكام، وفيهم العسكريون والقادة، وفيهم أوعية العلم والفقه، لكنهم كلهم أبلى في الإسلام بلاءً حسناً، وكلهم كان ثغراً من ثغور الإسلام فحفظه وصانه، وهذا هو المهم، لهذا فإن الأعمال كثيرة، والواجبات متنوعة، والمطلوب تحقيقه ضخم.

وبناءً عليه، فالمطلوب من كل مؤمن يهمه أمر الإسلام أن يعلم من العلم ما يقوده إلى حسن العمل أولاً، ثم يكون جندياً في سرية من سرايا هذا الدين، فيتخذ موقعه المناسب، حسب قدرته، وموهبته، وحاجة الدعوة إليه؛ وليُخلص كل مؤمن في أن يعمل بجد ومثابرة، فإن الباطل يزحف، وسيله جارف، ولا يقابل ذلك إلا إيمان وعمل، ألا فاعملوا، فكل ميسر لما خلق له (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ * وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) [التوبة:105-106].

أيها المسلمون: يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" أخرجه البخاريُّ من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه-؛ فالتراحم بمعنى رحمةِ بعضِهم بعضاً لأخوَّة الإيمان، والتوادد ما يوجب التواصل والمحبة، كالزيارة والهدية، والتعاطف يراد به أن يعين بعضهم بعضاً.

وتشبيه النبي-صلى الله عليه وسلم- المؤمنين في هذه الأوصاف بالجسد ليثير عندنا مكنونات الإحساس، والشعور بالتلاحم، كثبوت الأصابع في راحة الكف، مع عدم تساويها في مهماتها، ولا في شكلها.

والتشبيه، وإن كان يراد منه بيان مدى تلاحم الأسرة المؤمنة، إلا أن فيه معنى آخر هو ما نحن بصدده، وهو أن الجسد متلاحم ومتعاضد مع تنوع أجزائه، واختلاف مهمات تلك الأجزاء ووظائفها، فالعين مثلا لها وظيفتها وأهميتها، وكذلك الأذن، والقلب، وهذه الأعضاء الثلاثة، مع اختلاف بينها، إلا أن كلا منها مكمل لوظيفة الآخر، وهو العلم، قال جل وعلا: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [النحل:78].

فاختلاف التنوُّع مراد من أصل الخليقة، فلنعمل على أن نكون مختلفين اختلافَ تنوع، لا اختلاف تضاد وتناحر، وتسفيهٍ وتجهيل، وإن كان شيء أفضل من شيء، ففضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

واعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ثم اعلموا أن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم، وسيتخطى غيركم إليكم، فخذوا حِذْرَكُم، واعلموا أنكم غداً بين يدي الجبار موقوفون، وعمّا عملتم في دنياكم مسؤولون، فخذوا حذركم، وقدموا عذركم، واعلموا أنه لن ينفع في يوم القيامة حول ولا قوة، ولكنه الإيمان، واتباع منهج النبوة .

ألا وصلُّوا على البشير النذير، والسراج المنير، كما أمركم الله بذلك في قوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) [الأحزاب:56].



المصدر :ملتقى الخطباء
 تعدد طرق الخير 426787  تعدد طرق الخير 426787




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.google.com
محب الخير
عضو مميز
عضو مميز
محب الخير


الجِــنْـسُ ذكر
عَددُ المُساهماتِ عَددُ المُساهماتِ : 1031
نٌـقـًـاط نٌـقـًـاط : 103377
السٌّمعَة السٌّمعَة : 224
تـًاريخٌ التِسجيلِ تـًاريخٌ التِسجيلِ : 30/12/2010

 تعدد طرق الخير Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعدد طرق الخير    تعدد طرق الخير Emptyالأحد فبراير 20, 2011 10:31 am

شكرا لك يا مشرقة " اللهم وفقنا لفعل الخيرات وربح الحسنات واغتنام الفرص والمناسبات للفوز في الحياة وبعد الممات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تعدد طرق الخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم تعدد الزوجات والحكمة منه
»  لا تزال بخير ما نويت الخير
» محبة الخير للنّاس سبَبٌ لدخول الجنّة
» جذب الطفل لعمل الخير
» خاطرة بعنوان ليكن قلبك انقى من الماء يابنة الجود والسخاء " محب الخير "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محبة الله  :: [ .. المنتديات العامة .. ] :: المواضيع والحورات العامة-
انتقل الى: