الحث على إطالة صلاة الفجر
عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ؛ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لأُجُورِكُمْ)).
رَوَاهُ الخَمْسَةُ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ.
درجةُ الحديثِ:
الحديثُ صحيحٌ.
أَخْرَجَه
أحمدُ وأَبُو دَاوُدَ، والدَّارِمِيُّ (1/301)، وابنُ ماجهْ، والطبرانِيُّ
في الكَبيرِ (24/222)، وصَحَّحَه جماعةٌ؛ منهم التِّرْمِذِيُّ وابنُ
حِبَّانَ وشيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ، وابنُ القَيِّمِ، وقالَ الدَّيْلَمِيُّ: إسنادُه صحيحٌ. وقالَ السُّيُوطِيُّ: إنه متواترٌ. وكذا قالَ المُنَاوِيُّ في فَيْضِ القَدِيرِ. وأقَرَّ الحافظُ في فتحِ الباري تصحيحَ مَن صَحَّحَه، وللحديثِ عِدَّةُ طُرُقٍ، العمدةُ فيها حديثُ رافعِ بنِ خَدِيجٍ.
مُفرداتُ الحديثِ:
- أَصْبِحُوا: ادْخُلُوا في الصباحِ، والمرادُ: أَطِيلُوا صلاةَ الصبحِ وقِرَاءَتَهَا حتَّى تُسْفِرُوا، كما جاءَ في الروايةِ الأخرَى:
((أَسْفِرُوا)).
- فإنَّه أَعْظَمُ لأجورِكُمْ: تعليلٌ لإطالةِ صلاةِ الصبحِ بالنهارِ، والقراءةِ فيها.
ما يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثِ:
1-
استحبابُ إطالةِ القراءةِ في صلاةِ الصبْحِ، بحيثُ يَدْخُلُ في الصلاةِ في
أوَّلِ وَقْتِها، ولا يَخْرُجُ إلاَّ وقدْ أَسْفَرَ، كما جاءَ في بعضِ
رواياتِ هذا الحديثِ: ((أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ)).
ولمَا ثَبَتَ أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يَقْرَأُ بالستِّينَ إنْ قَصَّرَ، والمائةِ إنْ أَطَالَ.
رَوَاهُ البُخَارِيُّ (516)، ومُسْلِمٌ (647)، وقِرَاءَتُه مُرَتَّلَةٌ صلواتُ اللَّهِ وسلامُه عليه.
2- فَسَّرْنَا الإصباحَ بالصلاةِ بإطالةِ القراءةِ؛ لِيُوَافِقَ هذا الحديثُ
"ابتداءَ صلاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغَلَسٍ"، وهو ظُلْمَةُ آخِرِ الليلِ.
3- صلاةُ الفجرِ في أوَّلِ وَقْتِها، وإطالةُ القراءةِ فيها هو مذهبُ جمهورِ العلماءِ، ومنهم الأئمَّةُ الثلاثةُ.
أما الحَنَفِيَّةُ: فيَرَوْنَ التأخيرَ، وحُجَّتُهم ظاهِرُ الحديثِ، ويقولون:
إنه آخِرُ الأمريْنِ في حياتِه عليه الصلاةُ والسلامُ.
توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام