السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
يكثر الحديث في زماننا هذا والشجارات بين الأزواج و المخطوبين بسبب عمل المرأة
فما حكم الإسلام في عملها وما هي الضوابط الشرعية لذلك ؟
بخصوص هذا نقول :
1- الأصل هو قرار المرأة في بيتها ، وقد دل على ذلك قوله تعالى:
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) الأحزاب / 33
وهذا الخطاب وإن كان موجها إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فإن نساء المؤمنين تبع لهن في ذلك ، وإنما وجه الخطاب إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لشرفهن ومنزلتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأنهن القدوة لنساء المؤمنين.
ودل على ذلك أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" الـمـرأة عـورة، وإنـهـا إذا خـرجـت اسـتـشـرفـهـا الـشـيـطـان، وإنـهـا لا تـكـون أقـرب إلـى الله مـنـهـا فـي قـعـر بـيـتـهـا "
وقوله صلى الله عليه وسلم في شأن صلاتهن في المساجد:
" لا تـمـنـعـوا الـنـسـاء أن يـخـرجـن إلـى الـمـسـاجـد وبـيـوتـهـن خـيـر لـهـن "
2- يجوز للمرأة أن تعمل أو تدرس إذا توفرت جملة من الضوابط :
- أن يكون هذا العمل مناسبا لطبيعة المرأة متلائما مع تكوينها وخلقتها ، كالتطبيب والتمريض والتدريس والخياطة ونحو ذلك .
- أن يكون العمل في مجال نسائي خالص ، لا اختلاط فيه ، فلا يجوز لها أن تدرس أو تعمل في مدرسة مختلطة .
- أن تكون المرأة في عملها ملتزمة بالحجاب الشرعي .
- ألا يؤدي عملها إلى سفرها بلا محرم .
- ألا يكون في خروجها إلى العمل ارتكاب لمحرم ، كالخلوة مع السائق ، أو وضع الطيب بحيث يشمها أجنبي عنها .
- ألا يكون في ذلك تضييع لما هو أوجب عليها من رعاية بيتها والقيام بشؤون زوجها وأولادها
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
من المعلوم بأن نزول المرأة للعمل في ميدان الرجال يؤدي إلى الاختلاط المذموم والخلوة بهن , وذلك أمر خطير جدّاً له تبعاته الخطيرة , وثمراته المرة , وعواقبه الوخيمة , وهو مصادم للنصوص الشرعية التي تأمر المرأة بالقرار في بيتها و القيام بالأعمال التي خصها وفطرها الله عليها مما تكون فيه بعيدة عن مخالطة الرجال .
وقال الشيخ محمد الصالح العثيمين :
المجال العملي للمرأة أن تعمل بما يختص به النساء مثل أن تعمل في تعليم البنات سواء كان ذلك عملا إداريّاً أو فنيّاً , وأن تعمل في بيتها في خياطة ثياب النساء وما أشبه ذلك , وأما العمل في مجالات تختص بالرجال فإنه لا يجوز لها أن تعمل حيث إنه يستلزم الاختلاط بالرجال وهي فتنة عظيمة يجب الحذر منها , ويجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال :
" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء وأن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "
فعلى المرء أن يجنب أهله مواقع الفتن وأسبابها بكل حال