هناك في ذاك البيت الصغير

هناك في ذاك البيت الصغير....صخب....و
الاطفال في الغرف يركضون...وشكوى وصراخ...و لحظات الى التلفاز....هناك
المتعة التي تيحل الصخب الى صمت وسكون...كل واحد منهم لا يرى امامه الا
التلفاز...تقف امامه تحجب عنه ما يشاهد ...فيحرك رأسه مرة يمين ومرة
شمال...لعله يشاهد ما حجب عنه....ببراءة الطفولة يشده
التلفاز.............ربما يبحث عن عالم غير الذي يعرفه في زوايا ذاك
المنزل ...
يمضي اليوم مسرعا الى مابعد الظهيرة....راكضا...يأتي المساء....ويتغير وجه
الام...يبدو محملا بهموم الدنيا.....تنادي الاولاد سيصل بعد قليل...سيصل
قريبا....
و يتابع الاطفال لعبهم...كل يلهو بلعبته....لحظات وصوت الباب
يفتح....الطفل الاصغر ينادي بصوت مرتفع : جاء ابي ...جاء ابي...جاء ابي....
من يسمع الصوت من خارج المكان يندهش ويقول هذا والد محبوب ...و زوج مرغوب...
وما ان يفتح الباب ....كأنما الجحيم فتح...حدث مرعب ومتكرر دخوله الى المنزل......
صحيح ان الاشياء المخيفة مع تكرارها تفقد خاصيتها ولا تعود مفزعة...الا
دخوله المنزل لم يكن و لم يصبح امراَ اعتياديا...و لم يفقد دخوله المنزل
قدرته على بث القلق و التوتر...و الخوف في قلوب من في ذاك البيت
الصغير....بل بقي حدث متكرر فيه الترقب والانتظار ...والتساؤل...
كيف سيكون مزاجه اليوم؟؟؟؟
هل سيدخل وعلى وجهه ابتسامة باهتة...سرعان ما تتلاشى ويحل مكانها غضب صارخ؟؟؟
ام ستبقى بعضاً من الوقت قبل ان تنمحي بعنف مجنون؟؟؟
ام سيدخل و على لسانه كلمات اشد قسوة من سوط جلاد لا يعرف الرحمة؟؟؟؟
نعم هكذا هو لسانه...سليط ما ان يبدأ الشتم لا يتوقف الاحينما ينام...ربما
يشتم وهو نائم....كلماته لها وقع مدمي داخل الانفس... و القلوب...حتى ان
كل حدث له الفاظه المهينة...و احيانا نفس الكلمات و الافكار القبيحة تتكرر
وتنفجر في اقل نوبة غضب....نوبة تدخل المنزل قبل ان يدخل..تشتم الزوجة
رائحة جنونه قبل ان يدخل المنزل...و هناك تعلن حالة الطواريء...
حالة من التوتر...القلق...لا احد يبقى مكانه....كل واحد يحاول
الابتعاد...لا احد يريد ان يكون اول شخص يستقبله....و قع خطاه عبر الممر
الطويل...تحمل معها الف سؤال في قلب الام وابنائها....ويبدو الممر اطول
مما هو عليه...وبعدانتظار يدخل غرفة نومه....
وهنا يتحول المكان الى صمت مطبق....لا كلام ...لا همس ...لا نفس حتى
...تكاد تسمع رنة الابرة على الارض.....اين الاطفال ؟؟....اين صوت الضحك
؟؟؟ اين البكاء؟؟؟....
لا حركة ...لا حياة هناك....كأنما غادروا فجأة....ولم يبقى الا هي
وهو....تسير خلفه الى غرفة نومه.....تحمل الماء...ومنفضة السجائر....والتي
هي اهم من الطعام لديه...
ولا كلام...بينهما.....تنظر في وجهه تبحث عن اشارة تقول مسموح
الكلام....تحاول ان تعرف مزاجه اليوم من تقاسيم وجهه ....لكنها تعلم ان
مزاجه كموج البحر...يكون هادئا...
وفجأة يكاد يغرقك....و لكنها تحاول سرقة بعض الفرح الزائل...ولو لثواني....
ثم تسأل :ااحضر الطعام الان....؟؟؟
يقول: ماذا طهوت اليوم...؟؟؟؟
تقول: دجاج....ارز...شوربة خضار....وقبل ان تكمل...يقول : لا لا اريد الطعام الان....اريد قهوة...وشاي....
تقول : معا؟؟؟؟؟
يقول : نعم ....جهزي القهوة....ما ان اشربها تكوني قد احضرتي الشاي...؟؟
تقول: ان شاء الله..
.وكان هذا اطول حديث بينهما...بهدوء....

اترككم اخواتي لتستخلصوا العبر من هذه البداية....
اختكم
محبة الله

شكرا لك
وجزاك الله خيرا
ووفقك في الدارين
وجعل كل ما تفعلينه في ميزان حسناتك
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وكل عام وأنتم بخير

بارك الله فيك على نقلك الطيب
ننتظر منك المزيد من المشاركات القيمة

» حلول المطبخ الصغير
» كيف تقوي الأم العلاقة بين طفلها الكبير ومولودها الصغير .؟
» ديكورات اباجورات البيت
» هناك أرواح طفولية
» لمسات بسيطه لصاله البيت